Sunday, June 27, 2010

النوبة قلبية وإنذار بالخطر

كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
الذبحة الصدرية المتنوعة
Variant angina. متلازمة إكس للشرايين التاجية Coronary syndrome X. ذبحة برنزمتال الصدريةPrinzmetal›s angina، كلها حالات تشترك فيما بينها بحدوث التقلصات المفاجئة في الشرايين التاجية، وتبدو وكأنها نوبة قلبية.

وتحدث حالة التقلص الوعائي «vasospasm» عندما يضيق الوعاء الدموي فجأة، ويظهر ذلك في العادة في أحد الشرايين. وتحدث هذه الحالة عندما تتقلص العضلات الموجودة في داخل الوعاء الدموي بسرعة وتظل متقلصة.

ويمكن أن يحدث التقلص الوعائي في أي موقع في الجسم، فهو حالة تشكل جزءا من مسببات الصداع النصفي وبعض السكتات الدماغية. أما في الأطراف وفي أصابع القدمين فتكون التقلصات الوعائية مسؤولة عن حدوث مرض راينود (مرض الشرايين المحيطية).

أما في الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب التي تعمل بقوة، بالدم المشبع بالأكسجين، فإن الانقباض المفاجئ في واحد من أو أكثر منها سيقلل من تدفق الدم إلى جزء من أجزاء القلب.

* أسباب وعواقب

* إن عملية تدفق الدم نحو عضلة القلب تحصل في شكلها الجيد، نتيجة الاتصالات المتواصلة التي تحدث بين مجموعتين من الأعصاب. وهذا ما يتيح للقلب الاستجابة وبشكل فوري للتغيرات التي تحصل في مختلف وضعيات الجسم: أثناء إجراء التمارين الرياضية، والشعور بالانفعالات العاطفية، وارتفاع درجة الحرارة، والمحفزات الأخرى على القلب. وتأمر الإشارات الواردة من الجهاز العصبي السمبثاوي بفتح الشرايين التاجية، وجعل القلب يدق بشكل أسرع وأقوى، بينما تأمر إشارات واردة من الجهاز الباراسمثاوي بتضييق الشرايين التاجية برفق، لتهدئة العمليات فيها.

ويعمل هذان الأمران على الشرايين التاجية من دون أي خلل، لدى غالبية الناس. ولكن يحدث لدى البعض منهم انعدام توازن فجائي بين المراسلات الكيميائية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث التقلصات الوعائية.

وهذا ما قد يحدث أثناء مرحلة الانتقال من النوم إلى اليقظة، أو خلال فترات التوتر والقلق، أو نتيجة انقطاع النفس. كما يمكنها أن تحدث نتيجة تناول المخدرات المحظورة وغير المحظورة، وتناول بعض الأعشاب مثل «إيفيدرا» Ephedra أو البرتقال المر bitter orange. ويؤدي الانخفاض المفاجئ في تدفق الدم بسبب التقلص الوعائي إلى إرسال إشارات إنذار تماثل الإشارات التي يصدرها الجسم لدى تعرضه لنوبة قلبية. إذ ترسل عضلة القلب التي تأخذ بالمعاناة نتيجة نقص الأكسجين، إشارات على شكل آلام في الصدر، والذراع اليسرى، والفك، وأماكن أخرى.

وللأشخاص الأصحاء نسبيا، لا يقود التعرض لحالة واحدة وحيدة في الشرايين التاجية إلى أي عواقب على المدى البعيد. أما لدى الآخرين من المصابين بانسداد جزئي في شرايينهم التاجية أو الذين يعانون من ضعف في القلب، فإن التقلص الوعائي قد يدفع القلب إلى أن يدق ضرباته بإيقاع يمكن أن يصبح خطيرا. كما يمكن للتقلص الوعائي أن يمزق الترسبات الهشة الحاوية على الكولسترول الموجودة في الشرايين، الأمر الذي قد ينذر بحدوث نوبة قلبية. ويؤدي التعرض إلى عدد من هذه الحالات إلى حدوث إضرار بالشرايين وإلى حدوث تصلب الشرايين الذي يؤدي إلى تضيقها.

* علاج التقلص الوعائي

* تبدو حالة التقلص الوعائي في الشرايين التاجية مماثلة للذبحة الصدرية والنوبة القلبية، ولذا فإنها تستحق ذات الاهتمام. إلا أن الفرق الكبير بين تلك الحالات هو الشكل الذي تظهر فيه الشرايين التاجية على الصورة الشعاعية للأوعية الدموية في القلب angiogram وهي صورة تلتقط بأشعة إكس بعد حقن المريض بصبغة مباشرة في الشرايين التاجية.

وبالنسبة لشخص ما يعاني من حالة ذبحة صدرية تقليدية، تظهر الصورة الشعاعية واحدا أو أكثر من الشرايين التاجية التي تزدحم فيها طبقات الكولسترول المترسبة. أما الذين عانوا من نوبة قلبية فإن الصورة تظهر شريانا مسدودا تماما. وأخيرا فإن الصورة تظهر لدى الأشخاص الذين عانوا من التقلص الوعائي بأن الشرايين التاجية كانت نقية وصحية! ولإيقاف التقلص الوعائي فإن الأطباء يعتمدون عادة على إعطاء النتروغليسرين أو أي من مركبات النترات السريعة المفعول بهدف إرخاء الشرايين المنقبضة. وبعد ذلك يوجهون المريض لاتباع سبل الوقاية في المستقبل لتجنب حدوثه.

وتكون أدوية حاصرات أقنية الكالسيوم Calcium - channel blockers فعالة في درء التقلصات الوعائية في الشرايين التاجية. وهي تضم «أملوديفين» amlodipine (الدواء الأصلي، «نورفاساك» Norvasc)، و«ديالتيم» diltiazem (الأصلي، و«كارديم» Cardizem، والأدوية الأخرى)، و«فيراباميل» verapamil الأصلي، و«كوفيرا» KCovera ، والأدوية الأخرى.

الخيار الآخر هو النترات الطويلة المدى، مثل isosorbide dinitrate (الأصلي، «آيزورديل» (Isordil، أو النتروغليسرين المستديم الإفراز.

وتؤدي كل من حاصرات أقنية الكالسيوم والنترات، مفعولها لإرخاء الأوعية الدموية بشكل يختلف عن الأخرى، ولذا فإنهما يصبحان زوجا جيدا من الأدوية إن كانت واحدة منهما لا تكفي لعلاج التقلص الوعائي.

ومن الأفضل تناول الأدوية قبل الخلود إلى النوم ما دامت التقلصات الوعائية تتجه إلى الظهور في أواخر الليل أو في الساعات الأولى من الصباح.

وتشمل العلاجلات التي يجري التحقق من مفعولها: أدوية الستاتين المخفضة للكولسترول، ومكملات (حبوب) الماغنسيوم، ودواء يفتح الشرايين يسمى «فاسوديل» fasudil يستخدم لعلاج التقلص الوعائي في اليابان. أما دواء «سيلدانيفيل» sildenafil (الفياغرا) التي تستخدم كثيرا لعلاج الضعف الجنسي فإنها تختبر أيضا كوسيلة لدرء التقلص الوعائي.

* اختبار التقلصات الوعائية

* وإن كنت قد تعرضت لأي حادثة عانيت فيها من آلام الصدر، ولكن الأطباء أبلغوك أن شرايينك جيدة ونقية، فإنك قد تكون من الأشخاص الذين لديهم شرايين تاجية حساسة، تحدث فيها التقلصات الوعائية في ظروف معينة.

اسأل الطبيب حول ما إذا كان الاختبار الخاص بافتعال حدوث التقلصات الوعائية، جيدا بالنسبة لك. ويتم إجراء هذا الاختبار بحقن أدوية مثل «إرغونوفين» ergonovine أو «أسيتيلكولين» acetylcholine في الشرايين التاجية، لجعلها تنقبض. وإن أدى الاختبار إلى التحفيز على حدوث التقلصات الوعائية فإن تناول حاصرات أقنية الكالسيوم أو النترات الطويلة المدى قد يساعد في درء حدوث حوادث التقلصات الوعائية.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»

زمن الكورونا: العلماء يحذرون من تأثير الفيروس على الصحة النفسيه علماء واخصائيون نفسيون يحذرون من آثار وباء الكورونا على الصحة النفسية....