مؤشرات لآثار القات الخطيرة على القلب والشرايين
الشرق الاوسط
إضافة إلى ما هو معلوم من أضرار القات الصحية على الفم واللثة والأسنان والجهاز الهضمي وأضرار اقتصادية واجتماعية، ثمة أضرار تمس سلامة القلب وشرايينه. ووفق ما تم نشره في عدد 12 ديسمبر (كانون الأول) 2011 لمجلة «سيركوليشن» Circulation الصادرة عن رابطة القلب الأميركية، فقد طرح مجموعة من الباحثين الخليجيين نتائج ملاحظاتهم الطبية حول علاقة تعاطي القات والإصابة بأمراض شرايين القلب
تعاطي القات إحدى المشاكل الصحية والاقتصادية والاجتماعية الشائعة في شرق القارة الأفريقية وجنوب الجزيرة العربية. وعلى الرغم من أن الإحصائيات التقديرية تشير إلى أن عدد متعاطي القات يتجاوز 20 مليون شخص في العالم، فإن كثيرا من المصادر الصحية والأخرى المعنية بتعاطي المخدرات تتحدث عن أن الرقم الفعلي يتجاوز هذا الرقم بكثير. وبالرغم أيضا من أن كثيرا من دول العالم تمنع تعاطيه وترويجه، فإن الإحصائيات البريطانية الحديثة تتحدث عن أن أكثر من سبعة أطنان من القات تمر بكل يسر وسهولة سنويا عبر مطار هيثرو البريطاني، غالبها يأتي من اليمن وإثيوبيا وكينيا. وما يحصل عادة هو تعاطي القات من خلال مضغ أوراقه في جلسات «المقيل للتخزين»، التي تمتد ما بين ساعة ونصف إلى أربع ساعات، وقد تطول المدة من بعد الظهر إلى وقت النوم بالمساء
وتأتي الدراسة الطبية الحديثة ضمن برنامج دراسة الخليج لتسجيل الأحداث الحادة لشرايين القلب في مرحلتها الثانية 2nd Gulf Registry of Acute Coronary Events (Gulf RACE-2) Study، ولمحاولة معرفة ما يُمكن أن يُؤثر به تخزين القات على صحة القلب
وقد قام الدكتور جاسم السويدي، طبيب القلب بمستشفى حمد العام بالدوحة والباحث المشارك بالدراسة، بمتابعة نحو 7400 شخص من الجنسين، في الفترة ما بين عام 2008 و2009. وكل المشمولين في الدراسة هم ممن تمت معالجتهم بسبب الإصابة بأمراض شرايين القلب في واحد من 65 مستشفى في الجزيرة العربية. وتبين للباحثين أن 20 في المائة منهم هم ممن يتعاطون القات بشكل منتظم، وغالبيتهم من اليمن، وتحديدا 96 في المائة. وشكل الرجال نسبة 86 في المائة من بينهم.
واللافت للنظر هو ملاحظة الباحثين أن معدلات الوفيات لدى مرضى الإصابات الحادة في شرايين القلب الذين يتلقون معالجة في المستشفى هي أعلى بنسبة الضعف بين مُتعاطي القات مقارنة بمنْ لا يتعاطونه. ليس هذا فقط، بل إن احتمالات الوفاة خلال الشهر الأول من بعد مغادرة المستشفى كانت ترتفع أيضا بنسبة الضعف لدى من كانوا يتعاطون القات مقارنة بمنْ لا يتعاطونه. وكذا الحال أيضا في معدلات الوفيات خلال السنة الأولى من بعد الإصابة بالأحداث الحادة لأمراض شرايين القلب
وبالمحصلة توصل الدكتور السويدي وزملاؤه الباحثون إلى أن تعاطي القلب هو عامل ضار قائم بذاته بغض النظر عن العوامل الأخرى المتسببة بالضرر على سلامة شرايين القلب ومستقبل الحياة بعد الإصابة بالأحداث المرضية الحادة لشرايين القلب. وتحديدا ارتفاع احتمالات حصول المضاعفات القلبية مثل اضطرابات إيقاع نبض القلب وضعف القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية بين فئة متعاطي القات مقارنة بغيرهم، إضافة إلى ارتفاع مخاطر الوفيات، وذلك بغض النظر عن نوع الجنس، أيا كان، ذكرا أو أنثى
الدراسة ونتائجها لا تحتاج إلى مزيد من التعليق حول تعدي أضرار تعاطي القات ما كان معلوما، وهي إحدى الدراسات النادرة التي رصدت تأثيرات تعاطي القات على صحة القلب بشكل دقيق